اهتمت صحيفة (لوموند) اليومية الفرنسية برصد ما وصفته بغزو الجراد الصحراوي الذي يهدد المحاصيل الزراعية في الجنوب الليبي.
وتابعت الصحيفة قيام السلطات المعنية بما قالت إنه دفع للجهود في إطار “حملة مكافحة وطنية”، وذلك في مواجهة أولى أسراب هذه الحشرات آكلة النباتات.
ويهدد غزو الجراد الصحراوي في مناطق جنوب الدولة المحاصيل والنباتات في الواحات والمزارع، والتي تحاول إنقاذ محاصيلها من خلال الرش المكثف للمبيدات الحشرية، خاصة في محيط مدينتي تراغن ومرزق الأكثر تضررا، حسبما رصده مراسل وكالة فرانس برس.
واستطلعت الصحيفة رأي قائد حملة التطهير الزراعي في الجنوب السيد المهدي الطرغي، الذي انبرى قائلاً “هذه هي المرة الثانية التي نزور فيها هذه المنطقة، والهدف هو السيطرة على المرحلة الأخيرة من نمو اليرقات، والتي أصبحت مراحل الإخصاب والتفقيس لديها سريعة بشكل متزايد، وتنتشر في عدة مناطق، وهو أمر خطير للغاية ويتطلب ردا سريعا”.
وبحسب تقرير لمنظمة لأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) صدر في أوائل شهر أبريل الجاري لهذا العام 2025، فإن مجموعات الجراد البالغ ستستمر في مداهمة الأجزاء الجنوبية الشرقية والوسطى والشمالية والغربية من الدولة الليبية.
وتوضح منظمة الأغذية والزراعة، التي توصي “بمواصلة إجراءات المكافحة”، أن “تكاثر الجراد في الربيع سيستمر بالقرب من المساحات المروية وفي المناطق التي هطلت عليها الأمطار في شهري فبراير ومارس الماضيين، وتحديدا في غرب البلاد”.
وبالإضافة إلى ذلك، ستستمر مجموعات الجراد الصغيرة في الظهور حتى نهاية الشهر الجاري، لتفر أو تتناقص بشكل ملحوظ في نهاية المطاف في منتصف شهر مايو المقبل، حسبما ذكر التقرير الأممي.
وقد ضربت نفس الآفة ليبيا في عام 2012 عندما غزت أسراب الجراد البلدات الجنوبية مثل غدامس، على الحدود مع الجزائر، مما هدد الإنتاج الزراعي في المنطقة.
كما تم رصد أسراب الجراد في جنوب تونس، حيث تم إطلاق حملة رش وقائية، وكذلك في المناطق الجنوبية من الجزائر والمغرب.
وختمت الصحيفة بالقول إن ليبيا في حاجة ماسة للحفاظ على بيئتها وثروتها الزراعية خاصة في مناطق الجنوب التي تعتبر سلة الغذاء الرئيسة في عموم أنحاء البلاد.
تحرير: نزار المتجول