حذر باحثون في الصين من أن فيروسًا جديدًا مكتشفًا في الخفافيش قد يكون قادرًا على الانتقال إلى البشر بنفس الطريقة التي استخدمها فيروس SARS-CoV-2 المسبب لمرض كوفيد-19. ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Cell العلمية، فإن هذا الفيروس يحتوي على موقع تفكك الفيريني، مما يساعده على دخول الخلايا البشرية عبر بروتين مستقبل ACE2، وهو نفس المسار الذي اتبعه فيروس كورونا المستجد.
دراسة جديدة تثير القلق
أظهرت التجارب المخبرية أن الفيروس الجديد قادر على إصابة خلايا بشرية تحتوي على مستويات عالية من مستقبل ACE2، بما في ذلك خلايا الأمعاء والمجاري التنفسية. كما قام الباحثون بتحديد أجسام مضادة وأدوية مضادة للفيروسات قد تكون فعالة ضد هذا الفيروس.
تأثير على الأسواق المالية
أثرت هذه الدراسة على سوق الأسهم، حيث شهدت شركات اللقاحات ارتفاعًا ملحوظًا في أسهمها. فقد أغلقت أسهم شركة فايزر (PFE.N) بزيادة 1.5%، بينما ارتفعت أسهم موديرنا (MRNA.O) بنسبة 5.3%، كما زادت أسهم نوفافاكس (NVAX.O) بنسبة 1%، رغم تراجع الأسواق بشكل عام.
آراء الخبراء حول مخاطر الجائحة الجديدة
وحول المخاوف من احتمال حدوث جائحة جديدة، أكد خبير الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، الدكتور مايكل أوسترهولم، أن الدراسة تستدعي مزيدًا من التحقيق، لكنه أشار إلى أن المناعة الحالية ضد فيروسات السارس قد تقلل من خطر انتشار الفيروس الجديد.
تأكيد المخاطر المحتملة
الباحثون الذين أعدوا الدراسة، ومن بينهم علماء من أكاديمية غوانغتشو للعلوم، جامعة ووهان، ومعهد ووهان لعلم الفيروسات، شددوا على أن هذا الفيروس يشكل تهديدًا محتملاً للصحة العامة.
تصريحات العلماء حول الفيروس
علق أستاذ الطب السريري والمحلل الطبي مارك سيغل، لشبكة فوكس نيوز، بأن الخفافيش معروفة بأنها تحمل أنواعًا مختلفة من فيروسات عائلة كورونا. وأوضح أن الفيروس الجديد المكتشف، HKU5-CoV-2، يشبه فيروس ميرس الذي تسبب في تفشٍ محدود عام 2012.
وأكد أن الفيروس لديه القدرة على الارتباط بمستقبلات في الرئتين والأنف، مما يزيد من احتمالية انتقاله إلى البشر وانتشاره بينهم.
العالمة “امرأة الخفاش” واستمرار الأبحاث
في سياق متصل، تواصل العالمة الصينية شي تشنغلي، المعروفة بـ “امرأة الخفاش”، أبحاثها حول فيروسات الخفافيش في معهد ووهان لعلم الفيروسات. ويذكر أن فريقها جمع أكثر من 20 ألف عينة من الخفافيش عبر الصين، ما أثار مخاوف بشأن المخاطر المحتملة لهذه الفيروسات على الصحة العامة.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على المخاطر المحتملة للفيروسات المنقولة من الحيوانات إلى البشر، ما يستوجب مزيدًا من البحث والمراقبة لتفادي أي انتشار مستقبلي قد يهدد الصحة العالمية.