استعادت مدينة مرزق استقرارها الأمني بعد سنوات من الاضطراب والمعاناة، وبدأت تخطو بثقة نحو مرحلة جديدة من الإعمار والتنمية، في مشهد يعكس عودة هيبة الدولة وفرض سيادتها على الأرض.
وأشاد سكان المدينة بجهود القوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر، التي أسهمت في إعادة الأمن وفرض النظام بحزم ومسؤولية، ما مهّد الطريق لعودة الحياة الطبيعية واستئناف الخدمات الحيوية في مختلف القطاعات.
وفي تصريح خاص لـ”منصة الدولة”، أوضح أحمد النمر، مشرف ومتابع مشاريع صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا في سبها ومرزق، أن المدينة تدخل اليوم مرحلة تنموية واعدة، بدعم مباشر من الصندوق، الذي يواصل تنفيذ مشروعات حيوية لتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التعليم، والصحة، والإدارة.
وكشف النمر عن تجهيز 1500 منزل من المنازل المتضررة خلال مدة لا تتجاوز ثمانية أشهر، بتعليمات مباشرة من مدير عام الصندوق المهندس بالقاسم خليفة حفتر، في خطوة تُعد من أبرز مشاريع الإسكان في المدينة.
كما أشار إلى أن مرزق على موعد مع حدث تاريخي غير مسبوق في الجنوب الليبي خلال الأيام المقبلة، يتمثل في افتتاح أكثر من 16 مرفقًا حكوميًا تم تأهيلها بالكامل، تشمل مدارس، مراكز صحية، ومقار خدمية، ضمن جهود شاملة لتعزيز الخدمات وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأضاف النمر، لـ”منصة الدولة”، مرزق عانت من الإهمال والتهميش على مدى 6 سنوات، حيث خيم عليها الظلام وعمّها الخراب، وتعرضت مؤسسات الدولة للتدمير، فيما احترق أكثر من 5000 منزل. إلا أن مشهد المدينة اليوم يختلف كليًا، إذ يشهد الجنوب نهضة عمرانية غير مسبوقة، تقودها جهود حثيثة لصندوق التنمية وإعادة الإعمار، أحدثت تحولًا ملموسًا على أرض الواقع وأعادت الأمل لسكان المنطقة.”
في السياق ذاته، لعبت جهود المصالحة الوطنية دورًا محوريًا في تمهيد الطريق أمام الاستقرار، حيث أسهمت في رأب الصدع الاجتماعي وتعزيز التفاهم بين مكونات المدينة، مما وفّر بيئة مواتية لإعادة الإعمار واستعادة الخدمات، وسط دعم شعبي ورسمي كبير.
ويأتي هذا الحراك التنموي في إطار رؤية وطنية شاملة تقودها القيادة العامة، وتهدف إلى دعم الاستقرار وتوسيع خارطة التنمية لتشمل مختلف المدن الليبية، وفي مقدمتها الجنوب الذي عانى طويلاً من الإهمال والتحديات الأمنية.