تمضي مدينة درنة بخطى ثابتة نحو التعافي بعد كارثة العاصفة “دانيال”، التي خلّفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية وأدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة. وعلى مدار الأشهر الماضية، تسارعت جهود إعادة الإعمار بدعم من الحكومة الليبية وصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، وبتوجيه ومتابعة القيادة العامة للقوات المسلحة.
في هذا السياق، شهدت درنة افتتاح عدد من المشاريع التنموية التي تعزز من مسيرة التعافي، كان آخرها المجمع الإداري الجديد، الذي يمثل خطوة محورية نحو تطوير الخدمات الحكومية وتسهيل الإجراءات للمواطنين. ويأتي هذا المشروع ليكون نواةً لمنظومة حكومية متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات، بما يسهم في تعزيز كفاءة العمل الإداري وتقليل المركزية.
حضر حفل افتتاح المجمع الإداري كل من رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، إلى جانب عدد من المسؤولين، في تأكيد على أهمية إعادة إعمار المدينة والنهوض بها من جديد.
كما أعلن صندوق إعادة إعمار درنة والمناطق المتضررة في سبتمبر الماضي عن إنشاء 80 وحدة سكنية بالقرب من مجمع عيادات محمود الهريش بوسط المدينة، وذلك ضمن خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى توفير بيئة سكنية ملائمة للمواطنين المتضررين.
وفي أكتوبر، افتتح المهندس بلقاسم خليفة حفتر، المدير العام لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، فندق “لؤلؤة درنة” بعد إعادة تأهيله وتجهيزه وفقًا لأعلى المعايير الفندقية العالمية. وشهد ذات الشهر افتتاح مجمع المدينة الرياضية، الذي استضاف البطولة العربية لكرة القدم المصغرة “ميني فوتبول”، ليكون أول حدث رياضي من نوعه في المدينة بعد الكارثة، في دلالة واضحة على عودة الحياة الرياضية والثقافية إلى درنة.
وفي ديسمبر الماضي، افتتح كوبري وادي مرقص، الذي يربط مدينة درنة بالمناطق الغربية، بعد استكمال أعمال الإنشاءات الشاملة، ما أسهم في تحسين حركة المرور داخل المدينة وتعزيز الاتصال بين المناطق المختلفة.
ومطلع مارس الجاري، افتتح المهندس بلقاسم خليفة حفتر مشروع كوبري الصحابة، الذي يشكل إضافة حيوية لدعم البنية التحتية وتعزيز الربط الداخلي داخل المدينة، بما يسهم في تسهيل تنقل الأفراد والبضائع.
ومع استمرار العمل في مشاريع البنية التحتية والمرافق العامة، تثبت درنة يومًا بعد يوم أنها رمز لإرادة الحياة والتعافي، وعنوان للصمود والتحدي في وجه الأزمات.