لطالما مثَّلت العلاقات بين مصر وليبيا نموذجًا فريدًا للجوار والتعاون الاستراتيجي، ليس فقط من الناحية الجغرافية، بل أيضًا على المستويات السياسية والثقافية، وعلى مدار العقود، كانت مصر داعمًا أساسيًا لجارتها الغربية، خاصة في أوقات الأزمات، وهو ما تجلَّى بوضوح في جهودها الأخيرة لتعزيز استقرار ليبيا ودفعها نحو مسار سياسي موحد.
موقف مصر من التطورات السياسية في ليبيا
في خطوة تعكس التزام القاهرة العميق بالقضية الليبية، رحَّب مجلس النواب المصري، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، بالمخرجات الإيجابية لاجتماع مجلس النواب ومجلس الدولة الليبيين في القاهرة.
وأكد البيان الرسمي للمجلس على أهمية التوصيات الصادرة عن الاجتماع، والتي تهدف إلى دفع العملية السياسية الليبية قُدمًا، وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، باعتبارها خطوة جوهرية لتحقيق آمال الشعب الليبي في بناء دولة موحدة ومستقرة.
مصر شريك فاعل في استقرار ليبيا
ويعكس هذا الترحيب المصري موقفًا واضحًا بأن القاهرة ليست مجرد مراقب للأوضاع في ليبيا، بل هي شريك فاعل يسعى لوضع حد لحالة الانقسام التي تعانيها البلاد منذ سنوات، فقد أكدت مصر مرارًا أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة الليبيين أولًا، كما أنه يُعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
تأكيد على أهمية التعاون البرلماني
من جانبه، شدد ، رئيس مجلس الشيوخ المصري، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق ، خلال لقائه بالوفد الليبي، على أن أمن واستقرار ليبيا يمثلان ركيزة أساسية في منظومة الأمن القومي المصري والعربي.
وأكد عبدالرازق ، أن مصر كانت ولا تزال المدافع الأول عن وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، مشيرًا إلى عمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين.
كما تطرَّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين مجلس الشيوخ المصري والمجلس الأعلى للدولة الليبي، باعتباره أداة مهمة لتقريب وجهات النظر ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مجلس النواب ومجلس الدولة يشيدا بالدور المصري
بدوره، أعرب وفد مجلس النواب ومجلس الدولة عن امتنانه العميق للدور المصري الداعم لليبيا، موجهًا الشكر لمصر قيادةً وحكومةً وشعبًا على مواقفها الثابتة تجاه القضية الليبية.
كما أشاد الوفد بالدور الإقليمي الفاعل الذي تلعبه القاهرة، خاصة فيما يتعلق بدعم وحدة الصف العربي والعمل على توحيد المواقف تجاه القضايا المصيرية.
التوافق العربي بشأن القضايا الإقليمية
وفي موقف يعكس التوافق العربي تجاه التحديات الإقليمية، أكد الوفد الليبي رفضه القاطع لأي محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية التضامن العربي لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
خطوات عملية نحو تعزيز التعاون
وعلى الصعيد العملي، تعكس الخطوات المتبادلة بين ليبيا ومصر رغبة حقيقية في تجاوز الخلافات الداخلية الليبية ودعم عملية الاستقرار، وتواصل مصر العمل مع جميع الأطراف الليبية لإيجاد حلول سلمية بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تُعقد المشهد أكثر، ويُعد تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين خطوة إيجابية نحو بناء جسور تواصل فاعلة، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه ليبيا.
التحديات ومسار الاستقرار الليبي
ورغم حالة التفاؤل الحذر التي تسود الأجواء، و في ظل التحديات الأمنية والسياسية القائمة، ويبرز هنا الدور المصري كقوة إقليمية قادرة على التأثير الإيجابي في المشهد الليبي، خاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسات الوطنية الليبية وتملك مصر خبرة كبيرة في هذا المجال، ما يمكّنها من تقديم الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف.
مصر شريك أساسي في إعادة بناء ليبيا
في ظل هذه التطورات، تبقى مصر شريكًا أساسيًا في مسيرة إعادة بناء الدولة الليبية، ساعيةً إلى استقرار المنطقة بأسرها عبر دعمها المستمر للحلول السياسية التي تحافظ على وحدة ليبيا وأمنها.