شهدت العاصمة السعودية، الرياض، اختتام جولة مفاوضات هامة بين الولايات المتحدة وروسيا، بهدف بحث سبل إنهاء الصراع المستمر في أوكرانيا وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، و ترأس الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، بينما قاد الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف.
أبرز أهداف المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة
ركزت المحادثات في الرياض على عدة محاور رئيسية، أبرزها إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث اتفق الجانبان على ضرورة العمل المشترك لإنهاء الصراع في أوكرانيا، مع التأكيد على أهمية الحوار المستمر لتحقيق هذا الهدف، وتطبيع العلاقات الثنائية فقد تم الاتفاق على إعادة تفعيل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، بما في ذلك استعادة الموظفين الدبلوماسيين إلى السفارات والقنصليات، وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي ناقش الطرفان فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المحتملة في حال التوصل إلى حل سلمي للصراع الأوكراني.
نتائج مفاوضات الرياض وآلية التشاور
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، إلا أن المفاوضات بين الطرفين أسفرت عن نتائج أبرزها إنشاء آلية تشاور حيث اتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل عالية المستوى لمتابعة القضايا العالقة ومعالجة مسببات التوتر في العلاقات الثنائية، كما أكد الطرفان على أهمية استمرار المفاوضات في المستقبل القريب، مع إمكانية عقد قمة تجمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في الرياض لاحقًا.
ردود الفعل الدولية حول قمة الرياض
وحول ردود الفعل الدولية عن القمة الثنائية الروسية الأمريكية في الرياض فقد أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن استيائه لعدم دعوة بلاده للمشاركة في هذه المفاوضات، مؤكدًا أن أي قرارات تتعلق بمستقبل أوكرانيا يجب أن تكون بمشاركتها.
فيما أبدى قادة دول الاتحاد الأوروبي قلقهم من استبعادهم من هذه المحادثات، وعقدوا اجتماعًا طارئًا في باريس لمناقشة تداعيات المفاوضات والتأكيد على ضرورة إشراكهم في أي تسوية مستقبلية.
دوراً محورياً للسعودية في تسهيل الحوار بين القوى الكبرى
بينما لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في استضافة هذه المفاوضات، مما يعكس الثقة الدولية في قدرتها على تسهيل الحوار بين القوى الكبرى.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي السابق، دينيس روس، إلى أن الرياض تُعد منصة مثالية لمثل هذه القمم، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف.
وتُعد هذه المفاوضات خطوة أولى ومهمة نحو إنهاء الصراع في أوكرانيا وتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، ومع ذلك يبقى النجاح مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على التوصل إلى حلول توافقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع المعنيين، بما في ذلك أوكرانيا والدول الأوروبية الأخرى.